ثقافة

المرتضى من بطرسبورغ: الثقافة بحاجة لمن ينقذها

المرتضى من بطرسبورغ:
الثقافة بحاجة لمن ينقذها من الصهيونية عدوّة التكامل الانساني، والمثقف الحق ينصر فلسطين.

ألقى وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى صباح اليوم كلمة لبنان في مؤتمر “منتدى الثقافات المتحدة” في مدينة بطرسبورغ في روسيا

واستهل المُرتَضى كلمته بالإضاءة على عنوان المؤتمر الذي ” يطرحُ إشكالياتٍ عديدةً متوزِّعةَ الحضورِ في أرجاءِ العالم، توزُّعَ أممه وثقافاتِه، لكنها تجتمعُ بكاملِها أو بمعظمِها في بلادنا… هناك، في الشرق الأوسط، حيثُ تزدحمُ صراعاتٌ لا حصرَ لها، ترتدي أزياءَ متعددةَ الألوان، من عسكريةٍ واقتصاديةٍ وأمنية، وهي في العمق منها، ثقافيةُ الجوهرِ والأساس”.

واعتبر المُرتَضى أن ” اجتماع هذه الإشكاليات عندنا تمزيقي وأوّلُ معالمه احتلال فلسطين منذ خمسةٍ وسبعين عامًا، في جريمةٍ ضد الإنسانية استُبيح فيها الترابُ والناس والتراث، وما زالت مستمرةً إلى اليوم، ضد البراءة المحترقةِ بوَقودِ أشلاء الأطفال الذين تنصبُّ على أجسادِهم الطرية وأفراحِهم الطريدةِ قنابلُ المدافعِ وحِممُ الطائراتِ الغربيةِ الصنعِ، في غزةَ الصابرةِ على جراحها التي، أشدُّها إيلامًا، سكوتُ أغلب العالم بل تأييدُهم لأعمال التدمير الممنهجِ والقتل اليومي”.

وأشار المُرتَضى إلى أن ” المشروع الصهيوني لم يعمل على احتلال فلسطين فحسب بل استولى في طريقِه على تراثها ببدعة التهويد الثقافي والحضاري ونسبَه لنفسه كما صادرَ الوعي الإنساني لدى كثيرٍ من سياسات الأمم عبر السيطرة على الإعلامِ والمال حتى انقلبت المعايير انقلابًا كاملًا، فبات كلُّ ما يرتكبُه الاحتلالُ من جرائمَ، مقبولًا ومبرَّرًا، تحت ستار الدفاع النفس، وباتت كلُّ مطالبةٍ بالحقِّ المسلوب موصومةً بالإرهاب”.

أضاف انه وعلى ” طريق ترسيخ هذه الجريمة المتمادية، وتثبيتِ آثارِها، كان العبثُ بأمن المجتمعات، والاستيلاءُ على الثروات الوطنية، وزرعُ الفتن داخل كلِّ دولة، وكانت محاولات زعزعةِ السلامِ الداخلي والنظام العام، عبر دعم المنظّمات الإرهابية كداعش، التي كان لروسيا الاتحادية دورٌ مركزيٌّ مشكورٌ في محاربتِها خلال الأعوام الماضية في سوريا والمنطقة”.

وأردف قائلًا: ” هذه الأزمات الكبيرةُ وسواها مما لم أذكر، كانت في حقيقتِها ثقافيةَ الطابع ترتكزُ على صراعٍ ثقافي بين فكرتين متناقضتين: التكامل والإلغاء. ففي الوقت الذي تفرضُ فيه المدنيةُ على أبنائها قاعدة التنوعِ، وتُربّيهم على حسن إدارتِه في سبيل التكامل الإنساني، تنبري ثقافة أخرى، قائمةٌ على التمييز العنصري