عيد العمال و الروبوتات عالابواب
بقلم غنى شريف
عيد العمال ليس مجرد مناسبة للاحتفال بل هو تذكير سنوي بأهمية تقدير حقوق العمال . لذا، فإن تحسين ظروف العمل وتأمين حقوق العمال يشكل خطوة هامة نحو بناء مجتمعٍ عادلٍ ومزدهر. كما أن تقدير العمل والاعتراف بمساهمات العمال يعزز من العدالة الاجتماعية ، ويشجع على الالتزام بالمسؤولية الجماعية.
و يشهد العالم تقدمًا هائلًا في تكنولوجيا الروبوتات والذكاء الاصطناعي، و بعض الوظائف قد تختفي بسبب التكنولوجيا، وهذا يعني أن هناك فرصًا جديدة ستنشأ في مجالات أخرى. و الفكرة هي التكيف مع التحولات وتعلم كيف يمكن الاستفادة من هذه الفرص.
فما هو مستقبل العامل البشري في ظل هذه التقنيات؟
التكنولوجيا ستغير مشهد العمل بشكل جذري، ولكن هذا لا يعني اختفاء الحاجة إلى الإنسان. التكيف مع هذه التغيرات يتطلب التعليم المستمر ، و المرونة و التعاون مع التكنولوجيا ، في النهاية، سيكون الأشخاص الذين يستطيعون تطوير مهاراتهم والتفاعل مع الابتكار التكنولوجي هم الذين سيستفيدون أكثر من هذه التحولات
لان الروبوت قد يتفوق على الإنسان في الدقة، السرعة، أو القدرة على تنفيذ المهام المتكررة ، لكن العامل البشري يضاهي الروبوت في القيمة الحقيقية ، لأنه يجمع بين العقل، القلب، والإرادة و لا يمكن لأي آلة أن تستبدل إنسانًا يعمل بشغف، ويفكر بعقل، ويتصرف بضمير.
فهو روح المجتمع النابضة بالحياة، وعقله العملي الذي يبتكر، ويبني، ويزرع، ويُعلّم،
لكن هل على العامل البشري والمجتمعات التكيف مع هذا التطور !
نعم ! وهو أمر حيوي في ظل التطور السريع الذي يشهده العالم اليوم ، فهناك طرق عديدة يمكن أن تساعد العمال والمجتمعات في التكيف بنجاح مع هذه الثورة التكنولوجية ابرزها :
على صعيد الافراد :
-التعليم والتدريب المستمر : تعلم مهارات جديدة ومتقدمة مثل البرمجة، تحليل البيانات، أو استخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة، و الدورات التدريبية التي تساعد العمال على تطوير مهاراتهم في التخصصات المتجددة.
-المرونة في العمل والتعاون مع التكنولوجيا:
– مع تقدم التكنولوجيا، قد تظهر “وظائف جديدة” تكون مزيجًا بين الإنسان والآلة ، مثال على ذلك، في المستقبل قد نجد **عمالًا يديرون الروبوتات أو البرمجيات** ويشرفون على أداءها.
– التعاون بين البشر والروبوتات : سيكون جزءًا أساسيًا من المستقبل. **التقنيات المساعدة** يمكن أن تجعل العمل أكثر كفاءة، ولكن البشر سيظلون بحاجة إلى اتخاذ قرارات استراتيجية وضمان استخدام هذه الأدوات بشكل آمن وفعال.
ما هو دور الحكومات في مواكبة هذا التطور
من الضروري أن تتبنى الحكومات سياسات لدعم العمال الذين قد يتأثرون بالتطور التكنولوجي، واهم ما يمكن ان تقدمه هو :
– ضمان حقوق العمال: حتى في عصر التكنولوجيا، يجب ضمان أن ” العمال ” يحصلون على أجور عادلة ، وظروف عمل آمنة. وهنا يبرز دور النقابات العمالية التي يمكن أن تساعد في الدفاع عن حقوق العاملين في ظل التغيرات التكنولوجية.
– تطوير التعليم المهني : يجب أن يكون هناك دعم من قبل المؤسسات الحكومية التعليمية لتوفير برامج تدريبية “مهنية وتقنية” تساعد الأشخاص على مواكبة السوق.
– تشجيع الابتكار في مكان العمل عن طريق خلق بيئة تحفّز على التفكير خارج الصندوق، قد يكون هو المفتاح لتطوير حلول جديدة في ظل تغيرات السوق.
مع كل التقدم في الذكاء الاصطناعي ، يبقى الإنسان مهمًا في الجوانب التي تتطلب علاقات اجتماعية و التفاعل الإنساني ، مثل في مجالات التعليم و الرعاية الصحية، و الضيافة ، فالتكنولوجيا يمكن أن تحسن الأداء، لكنها لا تستطيع استبدال الاتصال البشري العاطفي والإنساني.
العامل البشري يمتلك مشاعر وتعاطفًا ، ويستطيع فهم المواقف الاجتماعية والتعامل مع الناس بمرونة وإنسانية.
اما الروبوت لا يملك مشاعر، بل يعتمد على برمجة محددة، ولا يستطيع أن يشعر أو يتفاعل بصدق.
ويبقى الإنسان قادر على الابتكار وتوليد الأفكار الجديدة فهو من اخترع الروبوتات التي تعمل وفق خوارزميات محددة، ولا يمكنها الإبداع الحقيقي دون توجيه بشري.
في الختام :
نعم، يمكن القول بثقة إن العامل البشري يضاهي الروبوت بل ويتفوّق عليه في جوانب عديدة لا يمكن للآلة أن تصل إليها، رغم التطور التكنولوجي السريع الذي هو امر طبيعي لكن علينا أن نعلم أنفسنا وأجيالنا القادمة أن التغير جزء من الحياة، وأن الاستعداد له يتطلب مرونة في التفكير وحبًا للتعلم.







