متفرقات

محكمة غزة تعلن حكمها النهائي…

محكمة غزة تعلن حكمها النهائي:

إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية

أعلنت محكمة غزة، بعد ثلاثة أيام من جلساتها الختامية في إسطنبول، حكمها النهائي الذي خلص إلى أن إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني.
وجاء في الحكم:

“نطالب بمحاسبة الجناة والمتواطئين معهم، وإنصاف الضحايا والناجين، ومعالجة الجذور المتمثلة في الاستعمار الصهيوني والاحتلال والفصل العنصري، ورفض كل محاولات التطبيع مع النظام المرتكب لهذه الجرائم. نطالب بالحرية لفلسطين، وبالعدالة.”

ودعت المحكمة شعوب العالم إلى عزل النظام الإسرائيلي ورفض تطبيعه وتنظيم حركات مقاومة مدنية تشمل المقاطعة، سحب الاستثمارات، العقوبات، الحظر العسكري، الملاحقات القضائية، التعليم والتوعية، والتظاهر حتى تحقيق العدالة.

📍خلفية المحكمة:

أُسست محكمة غزة كمبادرة عالمية مستقلة للتحقيق في جرائم الحرب المتواصلة ضد غزة.
عُقدت جلساتها في لندن (التأسيس)، ثم في سراييفو، واختُتمت في إسطنبول بجامعة إسطنبول – قاعة البروفيسور جميل بيلسل – برئاسة البروفيسور ريتشارد فولك، المقرر الأممي السابق لحقوق الإنسان في فلسطين.

استمعت المحكمة إلى أكثر من 150 شاهدًا من الناجين والأطباء والأكاديميين والصحفيين، حول الدمار الشامل الذي طال قطاعات التعليم والصحة والإسكان والإعلام في غزة.

🎙️كلمات الجلسة الافتتاحية:

أكد رئيس جامعة إسطنبول البروفسور عثمان بولنت زلفيقار أن قرارات المحكمة “يجب أن تساهم في مسيرة التحرر التي تلي كل احتلال”.
فيما قال رئيس منتدى التعاون الإسلامي للشباب (ICYF) السيد طه آيهان إن المحكمة “كشفت فشل النظام الدولي وغياب المحاسبة، مؤكدة أن إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هو شرط للسلام العالمي”.
وأضاف:

“ما بعد هذا الحكم هو البداية الحقيقية. علينا الآن إقناع المشرّعين وصناع القرار حول العالم بأن العدالة يجب أن تُطبق، وأن الجناة والمتواطئين معهم يجب أن يُحاسَبوا.”

⚖️ هيئة الضمير الإنساني:

تألفت هيئة المحلفين من نخبة أكاديمية وحقوقية دولية، وأصدرت بيانًا أكدت فيه:

“حين يصمت القانون أمام القوة، تصبح الضمائر هي المحكمة الأخيرة. محكمة غزة ليست محكمة رسمية، بل صرخة ضمير عالمي في وجه غياب العدالة.”

ورصد البيان جرائم الإبادة التي تم توثيقها، ومنها:
• التجويع المتعمّد ومنع الماء وتدمير منظومة الغذاء.
• تدمير المنازل والبنية التحتية (Domicide).
• الإبادة البيئية (Ecocide) بتدمير الأراضي والمياه.
• استهداف المنظومة الصحية والمستشفيات والأطباء.
• الإبادة التعليمية (Scholasticide) بقتل وتشريد الطلبة والمدرسين وتدمير الجامعات.
• استهداف الصحفيين وطمس الحقيقة.
• العنف الجنسي والتعذيب والإخفاء القسري.
• القتل السياسي (Politicide) لقادة ونشطاء ومثقفين فلسطينيين.

وأكدت الهيئة أن هذا الدمار “ليس عرضًا جانبيًا للحرب، بل أداة ممنهجة للإبادة الجماعية”.

🧩 التواطؤ الغربي:

حمّل الحكم الولايات المتحدة وحكومات غربية أخرى مسؤولية التواطؤ المباشر في الجريمة من خلال الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي لإسرائيل، معتبرًا ذلك إخلالًا قانونيًا وأخلاقيًا بواجب منع الإبادة.
كما أشار إلى دور الشركات العالمية والمؤسسات الأكاديمية والإعلامية التي تبرر أو تغطي الجرائم الإسرائيلية.

وأكد أن الأمم المتحدة “عاجزة ومشلولة بسبب الفيتو الأمريكي”، مع الإشادة بالمقررة الخاصة فرانشيسكا ألبانيزي لموقفها الشجاع.

🩸 استمرار الإبادة:

خلصت المحكمة إلى أن الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين مستمرة، كونها ناتجة عن مشروع استيطاني استعماري مدعوم بأيديولوجية تفوق عنصري (الصهيونية).
وأوضحت أن ما يحدث في غزة “استثنائي في التاريخ المعاصر”، إذ يُمارس على شعب محاصر في مساحة ضيقة، وبأدوات تكنولوجية متطورة، وبمرأى العالم أجمع.

📜 التوصيات:

دعت المحكمة إلى:
1. محاسبة جميع المسؤولين والمتواطئين سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا.
2. تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة ومنظماتها.
3. تفعيل قرار الجمعية العامة رقم 377 (الاتحاد من أجل السلام) لتشكيل قوة حماية دولية للشعب الفلسطيني.
4. دعم حق الفلسطينيين في المقاومة والتحرر والاستقلال.
5. بناء حركة عالمية شاملة لمقاطعة النظام الصهيوني في المجالات السياسية والاقتصادية والأكاديمية والثقافية.

وأكدت أن الصراع مع الصهيونية كنظام عنصري استعماري، وليس مع اليهود أو الديانة اليهودية، وأن الحل العادل يقوم على نظام واحد قائم على المساواة وحق العودة والعدالة.

🕯️ الختام – كلمة البروفيسور ريتشارد فولك:

“العالم أمام لحظة تاريخية مظلمة، لكن السعي نحو نور العدالة لا يتوقف.
إن لم يُحاسب الجناة ويُنصف الضحايا، فسيُسجل التاريخ هذه الجريمة كأحد أسوأ فصول الإبادة في تاريخ الإنسانية.
إن لم تكن الإبادة والاستعمار والفصل العنصري خطوطًا حمراء، فلن يبقى في العالم أي خط أحمر.”

واختتم قائلاً:

“الإبادة لم تنتهِ؛ النظام الإسرائيلي ما زال يقتل الفلسطينيين، ويمنع الغذاء والدواء، ويمارس التطهير العرقي في الضفة الغربية. العدالة لفلسطين هي العدالة للإنسانية جمعاء.”