متفرقات

التمييز بين المتقاعدين: تراجع امام من يُخيف، واهانة لمن صمته كرامة.

التمييز بين المتقاعدين: تراجع امام من يُخيف، واهانة لمن صمته كرامة.

كتب د حسن زين الدين

القرار المجحف بمنح المتقاعدين العسكريين دون سواهم مكافأة، شكّل إهانةً فاضحة لشريحة من المتقاعدين المدنيين ممن خدموا وطنهم وشعبهم بإخلاص، وسدّدوا ما ترتب عليهم بالتمام والكمال طيلة سنوات عملهم.
الدولة اخطأت، وخانت الأمانة، وصرفت من أموال العجَزة وغيرهم حتى الإفلاس، فدفعت شعبها نحو الفقر والعوز ، وعندما حاولت الإصلاح نراها تستكمل الخطأ بمعالجات غير إنسانية فتعطي من تخاف ردة فعله، وتحرم الباقي، لأنها تعلم أنهم ضعفاء لا يستطيعون الضغط ولا يملكون القدرة على النزول إلى الشارع.

معيب ان ترتبط حقوق المتقاعدين بالصوت الأعلى، وأن لا ترتبط بالعدالة والحاجة.
مبارك للمتقاعدين العسكريين تحصيلهم شيئًا مما يستحقون. لكن ان يكون الخوف من غضبهم وردة فعلهم هو الدافع لذلك، فتلك مصيبة. وإن ظنت الحكومة أن باقي المتقاعدين أقل حاجة، فالمصيبة أعظم.

نعم، لم نعد نملك سوى العتب على وزراءٍ نحبهم وكنا نعتقد أنهم لن يتخلّوا عن إنسانيتهم.
إلا يدركون انهم صفعوا من تعبوا ليُنشئوا جيلًا، هم منه، ووقفوا متفرجين على انكسار آبائهم وأمهاتهم امام ضنك العيش، وساهموا( اي الوزراء) باتخاذ قرار يحط من كرامتهم ويهينهم.

لن أشارك في أي احتجاج، لانني لا اريد دليلاً على عجزي، ولأني أعلم أن الدولة مرتاحة لهذا العجز، بل تراهن عليه. فباستثناء العسكري، بات المتقاعد المدني عاجزًا بكل ما تحمله الكلمة من قسوة.

لا ندري ماذا نقول: حرامٌ عليكم؟ عيبٌ عليكم؟ الله يسامحكم؟ أم… الله لا يسامحكم؟
رحم الله جدي وجدتي